- (لا تأكل متَّكِئاً، ولا على غِرْبَالٍ، ولا تتخِذَنَّ مِنَ المسجدِ مُصلىً لا تصلِّي إلا فيهِ، ولا تَخَطَّ رِقابَ الناسِ يومَ الجُمُعَةِ؛ فيجعلَكَ الله لُهمْ جسراً يوم القيامة).
سیدنا ابودردا رضی اللہ عنہ کہتے ہیں کہ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا: ”ٹیک لگا کر نہ کھانا، چھانے ہوئے آنے کی روٹی نہ کھانا، مسجد میں کوئی جگہ مقرر نہیں کرنا کہ اسی میں ہی نماز پڑھی جائے اور جمعہ کے دن لوگوں کی گردنیں نہ پھلانگنا، وگرنہ اللہ تعالیٰ روز قیامت تجھے لوگوں کے لیے پل بنا دے گا۔“[سلسله احاديث صحيحه/الاداب والاستئذان/حدیث: 2590]
سلسله احاديث صحيحه ترقیم البانی: 3122
قال الشيخ الألباني:
- (لا تأكل متَّكِئاً، ولا على غِرْبَالٍ، ولا تتخِذَنَّ مِنَ المسجدِ مُصلىً لا تصلِّي إلا فيهِ، ولا تَخَطَّ رِقابَ الناسِ يومَ الجُمُعَةِ؛ فيجعلَكَ الله لُهمْ جسراً يوم القيامة) . _____________________ أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق " (13/391) قال: أنا أبو الحسن بن رزقويه: نا أبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن حماد العسكري- إملاءً- في سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة: نا أيوب بن سليمان الصُّغْدي: نا أبو اليمان: نا أرطاة بن المنذر عن عبد الله بن رُزَيْق الألهاني عن عمرو بن الأسود العَنْسي عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره. وقال: "قال الخطيب: كذا سماه ونسبه أبو اليمان؛ ووهم في ذلك، والصواب أنه رُزَيقٌ أبو عبد الله، كذلك ذكره أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، وأبو عبد الله البخاري، وأبو حاتم الرازي ". قلت: وكذا ابن حبان في كتابيه: "الثقات " (4/239) ، و"الضعفاء" (1/301) ، وذلك من تناقضه! والأول هو الأقرب؛ لقول ابن أبي حاتم (1/2/505) : "سئل أبو زرعة عنه؟ فقال: حمصي لا بأس به ". ولذلك قال الذهبي في "المغني ": "صدوق، قال ابن حبان: لا يحتج به ". وفي "الميزان " جمع بين قول ابن حبان هذا وقول أبي زرعة، وفاته أنه في "ثقات ابن حبان ". وقال الحافظ في "التقريب ": "صدوق له أوهام ". __________جزء : 7 /صفحہ : 326__________ قلت: فهو حسن الحديث- إن شاء الله تعالى-. وسائر رجال الإسناد كلهم ثقات من رجال "التهذيب "؛ سوى مَن دون أبي اليمان، فهم مترجمون في "تاريخ بغداد": 1- أما أيوب بن سليمان الصُّغْدي؛ بضم الصاد المهملة وسكون الغين المعجمة؛ كما في "أنساب السمعاني "، و"الإكمال " (5/201) لابن ماكولا، ولم يترجما له بشيء، لكن الخطيب ترجمه (7/11) برواية جمع من الثقات منهم العسكري هذا، ثم قال: "وكان ثقة، مات سنة (274) ". 2- وأما ابن حماد العسكري، فهو من تلامذة أبي داود، ومن شيوخ الإمام الدارقطني وغيره من الثقات، ترجمه الخطيب (1/33- 34) ، وروى عن الدارقطني أنه وثقه. مات سنة (341) . 3- وأما ابن رزقويه- واسمه محمد بن أحمد بن محمد؛ يعرف بابن رزقويه-؛ قال الخطيب (1/351) : "كان ثقة صدوقاً، كثير السماع والكتابة، حسن الاعتقاد، جميل المذهب، مديماً لتلاوة القرآن، شديداً على أهل البدع، وسمعت أبا بكر البّرْقاني يسأل عنه؟ فقال: ثقة. توفي سنة (412) ". قلت: فإسناد الحديث حسن- إن شاء الله تعالى-. والحديث ذكره ابن حبان في كتابه الثاني: "الضعفاء" من طريق أرطاة معلقاً، ثم قال: "أخبرناه ابن جُوصا بدمشق ". __________جزء : 7 /صفحہ : 327__________ قلت: كذا وقع فيه؛ لم يسق إسناده من ابن جوصا إلى ابن المنذر، فإن بينهما مفاوز، فلا أدري إذا كان السقط من الناسخ أو الطابع، أو هو اختصار من المؤلف؟! فألقي في البال احتمال أن يكون ابن جوصا هو الراوي للحديث عن أبي اليمان؛ لأن ابن جوصا من شيوخ الطبراني، وقد أخرج هذا طرفاً منه عن شيخ آخر له عن أبي اليمان، فقال في "معجمه الأوسط " (1/3/33- بترقيمي) : حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة قال: نا أبو اليمان.. بإسناد الصغدي مختصراً بلفظ: "لا تأكل متكئاً، ولا تخط رقاب الناس يوم الجمعة". وقال الطبراني: "لا يُروى عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد، تفرد به أرطاة". ثم استبعدت الاحتمال المذكور حينما علمت من "سير أعلام الذهبي " (15/15) أن ابن جوصا ولد في حدود الثلاثين ومئتين، فلم يدرك أبا اليمان؛ لأنه مات سنة (222) ، فلا بد- إذن- من أن يكون بينهما واسطة كما ذكرت أولاً، فيحتمل أن يكون الصغدي أو غيره؛ والله أعلم. والحديث أورده الهيثمي من رواية الطبراني في موضعين من "مجمع الزوائد"، ففي الموضع الأول ذكره بتمامه بالفقرتين كما تقدم، وقال (2/179) : "وفيه عبد الله بن زريق (كذا، وإنما هو رزيق) ، قال الأزدي: لا يصح حديثه ". وفي الموضع الآخر، أورد منه الفقرة الأولى، وقال (5/24) : "رواه الطبراني في " الأوسط "، ورجاله ثقات ". __________جزء : 7 /صفحہ : 328__________ قلت: ويبدو لي أنه بدا له أن "عبد الله بن رزيق " خطأ، وأن صوابه "رزيق أبو عبد الله " كما تقدم عن الخطيب، وأنه وثقه ابن حبان، فاعتمده كعادته، والله أعلم. وقد سبق تخريج هذا الطرف من الحديث والكلام عليه تحت الحديث (2394) من هذا الكتاب. هذا؛ ولأكثر فقرات الحديث شواهد تؤكد ثبوته: أولاً: الاتكاء، قال محمد بن عبيد الله بن أبي مليكة عن ابن أبي إهاب [عن أبيه] قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نأكل متكئين. أخرجه البزار (3/331/2870- كشف الأستار) ؛ وسقط منه ما بين المعكوفتين، واستدركته من "مجمع الزوائد " (5/24) ، وقال: "رواه البزار من رواية محمد بن عبيد الله بن أبي مليكة، ولم أعرف محمداً هذا، وبقية رجاله ثقات ". كذا قال! ومحمد هذا أورده ابن أبي حاتم في كتابه (4/1/3) ، وروى عن ابن معين أنه قال: "ضعيف ". واعتمده الذهبي في "الميزان " فقال: "ضعفه ابن معين، مُقِلٌّ ". ووافقه الحافظ في "اللسان ". وأورده الذهبيُّ- كذلك- في "محمد بن عبد الله " مُكَبِّراً، وقال: __________جزء : 7 /صفحہ : 329__________ "لا يُعرف، وضعفه يحيى بن معين ". وأقرَّه الحافظ أيضاً. وابن أبي إهاب لم أعرفه. وقد يشهد له حديث أبي جُحَيْفة مرفوعاً بلفظ: " إني لا آكل متكئاً ". وفي رواية: "لا آكل وأنا متكئ ". أخرجه البخاري (5398 و 5399) وغيره. وفي لفظ آخر: "أما أنا؛ فلا آكل متكئاً ". رواه الترمذي- وصححه-، والبيهقي، وهو مخرج في " الإرواء " (7/27/1966) . وإنما قلت: قد يشهد له؛ لأنه ليس صريحاً في النهي، ولذلك قال بعضهم: إن ذلك من الخصائص النبوية، وترجم له البخاري بقوله: "باب الأكل متكئاً ". فقال الحافظ في "شرحه " (9/541) : "أي: ما حكمه؟ وإنما لم يجزم به؛ لأنه لم يأت فيه نهي صريح ". كذا قال! ويَرِدُ عليه حديث الترجمة، ولا يقال: لعله لم يذكره؛ لأنه لم يصح عنده! قلت: هذا خلاف عادته؛ فإنه لو استحضره؛ لذكره وبين ضعفه كما هي عادته الغالبة. __________جزء : 7 /صفحہ : 330__________ ثانياً: اتخاذ المصلى في المسجد، وهو استيطان المكان، فيشهد له حديث عبد الرحمن بن شبْل مرفوعاً بلفظ: "نهى عن نَقْرَةِ الغراب، وافتراش السَّبُعِ، وأن يوطِّن الرجل المكان في المسجد كما يوطِّن البعير". أخرجه أصحاب "السنن " إلا الترمذي، وصححه ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والذهبي، وقد مضى تخريجه برقم (1168) . ثالثاً: التخطي يوم الجمعة، شاهده حديث معاذ بن أنس مرفوعاً: "من تخطى رقاب الناس يوم الجمعة؛ اتُّخِذ جسراً إلى جهنم ". أخرجه الترمذي وغيره، وقد تكلمت عليه في التعليق على "المشكاة" (1/438/1392) بما يقتضي تضعيفه، فبهذا الشاهد يرتقى إلى درجة الحسن- إن شاء الله تعالى-. ثم رأيت الحافظ ابن حجر قد أورد حديث أبي إهاب في "الإصابة"؛ وقال في أبي إهاب: "ذكره جعفر المستغفري في الصحابة، وقال: إنه روي عنه حديث.... " فذكره. * ¤