الحمدللہ! انگلش میں کتب الستہ سرچ کی سہولت کے ساتھ پیش کر دی گئی ہے۔

 
مسند احمد کل احادیث 27647 :حدیث نمبر
مسند احمد
1171. تتمة مسند عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
حدیث نمبر: 25623
پی ڈی ایف بنائیں اعراب
حدثنا عبد الرزاق ، قال: حدثنا معمر ، عن الزهري ، قال: اخبرني سعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ، وعلقمة بن وقاص ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، حين قال لها اهل الإفك، ما قالوا فبراها الله عز وجل، وكلهم حدثني بطائفة من حديثها، وبعضهم كان اوعى لحديثها من بعض، واثبت اقتصاصا، وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني، وبعض حديثهم، يصدق بعضا، ذكروا ان عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اراد ان يخرج سفرا، اقرع بين نسائه، فايتهن خرج سهمها، خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه، قالت عائشة: فاقرع بيننا في غزوة غزاها، فخرج فيها سهمي، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بعدما انزل الحجاب، فانا احمل في هودجي، وانزل فيه مسيرنا، حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوه، وقفل، ودنونا من المدينة، آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل، فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شاني، اقبلت إلى الرحل، فلمست صدري، فإذا عقد من جزع ظفار قد انقطع، فرجعت فالتمست عقدي، فاحتبسني ابتغاؤه، واقبل الرهط الذي كانوا يرحلون بي، فحملوا هودجي، فرحلوه على بعيري الذي كنت اركب، وهم يحسبون اني فيه. قالت: وكانت النساء إذ ذاك خفافا، لم يهبلهن ولم يغشهن اللحم، إنما ياكلن العلقة من الطعام، فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه ورفعوه. وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعدما استمر الجيش، فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب، فيممت منزلي الذي كنت فيه، وظننت ان القوم سيفقدوني، فيرجعوا إلي، فبينما انا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني قد عرس وراء الجيش، فادلج، فاصبح عند منزلي، فراى سواد إنسان نائم، فاتاني، فعرفني حين رآني، وقد كان يراني قبل ان يضرب علي الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي، فوالله ما كلمني كلمة، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، حتى اناخ راحلته، فوطئ على يدها، فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة، حتى اتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك في شاني، وكان الذي تولى كبره عبد الله بن ابي ابن سلول، فقدمت المدينة، فاشتكيت حين قدمنا شهرا، والناس يفيضون في قول اهل الإفك، ولم اشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي، اني لا اعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت ارى منه حين اشتكي، إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيسلم، ثم يقول:" كيف تيكم؟ فذاك يريبني، ولا اشعر بالشر حتى خرجت بعدما نقهت، وخرجت معي ام مسطح قبل المناصع، وهو متبرزنا، ولا نخرج إلا ليلا إلى ليل، وذلك قبل ان تتخذ الكنف قريبا من بيوتنا، وامرنا امر العرب الاول في التنزه، وكنا نتاذى بالكنف ان نتخذها عند بيوتنا، وانطلقت انا وام مسطح وهي بنت ابي رهم بن المطلب بن عبد مناف، وامها بنت صخر بن عامر، خالة ابي بكر الصديق، وابنها مسطح بن اثاثة بن عباد بن المطلب واقبلت انا وبنت ابي رهم قبل بيتي حين فرغنا من شاننا، فعثرت ام مسطح في مرطها، فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: بئس ما قلت، تسبين رجلا قد شهد بدرا! قالت: اي هنتاه، اولم تسمعي ما قال؟ قلت: وماذا قال؟ فاخبرتني بقول اهل الإفك، فازددت مرضا إلى مرضي، فلما رجعت إلى بيتي، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم، ثم قال:" كيف تيكم؟" قلت: اتاذن لي ان آتي ابوي؟ قالت: وانا حينئذ اريد ان اتيقن الخبر من قبلهما، فاذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت ابوي، فقلت لامي: يا امتاه، ما يتحدث الناس؟ فقالت: اي بنية، هوني عليك، فوالله لقلما كانت امراة قط وضيئة عند رجل يحبها، ولها ضرائر إلا كثرن عليها، قالت: قلت: سبحان الله، اوقد تحدث الناس بهذا؟! قالت: فبكيت تلك الليلة، حتى اصبحت لا يرقا لي دمع، ولا اكتحل بنوم، ثم اصبحت ابكي. ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن ابي طالب، واسامة بن زيد حين استلبث الوحي ليستشيرهما في فراق اهله، قالت: فاما اسامة بن زيد فاشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة اهله، وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود، فقال: يا رسول الله، هم اهلك ولا نعلم إلا خيرا. واما علي بن ابي طالب، فقال: لم يضيق الله عز وجل عليك، والنساء سواها كثير، وإن تسال الجارية تصدقك. قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة، قال: اي بريرة،" هل رايت من شيء يريبك من عائشة؟" قالت له بريرة: والذي بعثك بالحق إن رايت عليها امرا قط اغمصه عليها، اكثر من انها جارية حديثة السن، تنام عن عجين اهلها، فتاتي الداجن فتاكله. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستعذر من عبد الله بن ابي ابن سلول، فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر:" يا معشر المسلمين، من يعذرني من رجل قد بلغني اذاه في اهل بيتي، فوالله ما علمت على اهلي إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلا، ما علمت عليه إلا خيرا، وما كان يدخل على اهلي إلا معي". فقام سعد بن معاذ الانصاري، فقال: لقد اعذرك منه يا رسول الله، إن كان من الاوس ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج، امرتنا، ففعلنا امرك. قالت: فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج، وكان رجلا صالحا، ولكن اجتهلته الحمية، فقال لسعد بن معاذ: لعمر الله لا تقتله، ولا تقدر على قتله. فقام اسيد بن حضير وهو ابن عم سعد بن معاذ، فقال لسعد بن عبادة: كذبت، لعمر الله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين. فثار الحيان: الاوس والخزرج، حتى هموا ان يقتتلوا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت. قالت: وبكيت يومي ذاك لا يرقا لي دمع، ولا اكتحل بنوم، ثم بكيت ليلتي المقبلة لا يرقا لي دمع، ولا اكتحل بنوم، وابواي يظنان ان البكاء فالق كبدي. قالت: فبينما هما جالسان عندي وانا ابكي، استاذنت علي امراة من الانصار، فاذنت لها، فجلست تبكي معي، فبينما نحن على ذلك، دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلم، ثم جلس، قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل، وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شاني شيء. قالت: فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس، ثم قال:" اما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة، فسيبرئك الله عز وجل، وإن كنت الممت بذنب، فاستغفري الله، ثم توبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنب، ثم تاب، تاب الله عليه"، قالت: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته، قلص دمعي حتى ما احس منه قطرة، فقلت لابي: اجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال. فقال: ما ادري والله ما اقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت لامي: اجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: والله ما ادري ما اقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: فقلت، وانا جارية حديثة السن لا اقرا كثيرا من القرآن: إني والله قد عرفت انكم قد سمعتم بهذا حتى استقر في انفسكم، وصدقتم به، ولئن قلت لكم إني بريئة، والله عز وجل يعلم اني بريئة، لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بامر، والله عز وجل يعلم اني بريئة، تصدقوني، وإني والله ما اجد لي ولكم مثلا، إلا كما قال ابو يوسف: فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون. قالت: ثم تحولت فاضطجعت على فراشي، قالت: وانا والله حينئذ اعلم اني بريئة، وان الله عز وجل مبرئي ببراءتي، ولكن والله ما كنت اظن ان ينزل في شاني وحي يتلى، ولشاني كان احقر في نفسي من ان يتكلم الله عز وجل في بامر يتلى، ولكن كنت ارجو ان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله عز وجل بها. قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم من مجلسه ولا خرج من اهل البيت احد، حتى انزل الله عز وجل على نبيه واخذه ما كان ياخذه من البرحاء عند الوحي، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي من ثقل القول الذي انزل عليه. قالت: فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك، فكان اول كلمة تكلم بها ان قال: " ابشري يا عائشة، اما الله عز وجل فقد براك"، فقالت لي امي: قومي إليه، فقلت: والله لا اقوم إليه، ولا احمد إلا الله عز وجل، هو الذي انزل براءتي. فانزل الله عز وجل: إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم سورة النور آية 11 عشر آيات، فانزل الله عز وجل هذه الآيات براءتي، قالت: فقال ابو بكر: وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره: والله لا انفق عليه شيئا ابدا بعد الذي قال لعائشة. فانزل الله عز وجل: ولا ياتل اولو الفضل منكم والسعة إلى قوله الا تحبون ان يغفر الله لكم سورة النور آية 22، فقال ابو بكر: والله إني لاحب ان يغفر الله لي. فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: لا انزعها منه ابدا. قالت عائشة: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سال زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن امري: وما علمت او ما رايت او ما بلغك؟ قالت: يا رسول الله، احمي سمعي وبصري، والله ما علمت إلا خيرا. قالت عائشة: وهي التي كانت تساميني من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم، فعصمها الله عز وجل بالورع، وطفقت اختها حمنة بنت جحش تحارب لها، فهلكت فيمن هلك قال ابن شهاب فهذا ما انتهى إلينا من امر هؤلاء الرهط..حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ، مَا قَالُوا فَبَرَّأَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي بِطَائِفَةٍ مِنْ حَدِيثِهَا، وَبَعْضُهُمْ كَانَ أَوْعَى لِحَدِيثِهَا مِنْ بَعْضٍ، وَأَثْبَتَ اقْتِصَاصًا، وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ، يُصَدِّقُ بَعْضًا، ذَكَرُوا أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا، أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا، خَرَجَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ، فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي، وَأَنْزِلُ فِيهِ مَسِيرَنَا، حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوِهِ، وَقَفَلَ، وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ، فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي، أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ، فَلَمَسْتُ صَدْرِي، فَإِذَا عِقْدٌ مِنْ جَزْعِ ظَفَارٍ قَدْ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي، فَاحْتَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِي كَانُوا يَرْحَلُونَ بِي، فَحَمَلُوا هَوْدَجِي، فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنِّي فِيهِ. قَالَتْ: وَكَانَتْ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا، لَمْ يُهَبِّلْهُنَّ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، إِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرْ الْقَوْمُ ثِقَلَ الْهَوْدَجِ حِينَ رَحَلُوهُ وَرَفَعُوهُ. وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا، فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَمَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهَا دَاعٍ وَلَا مُجِيبٌ، فَيَمَّمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، وَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ سَيَفْقِدُونِي، فَيَرْجِعُوا إِلَيَّ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ، وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ قَدْ عَرَّسَ وَرَاءَ الْجَيْشِ، فَأَدْلَجَ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ، فَأَتَانِي، فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وَقَدْ كَانَ يَرَانِي قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ عَلَيَّ الْحِجَابُ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي، فَوَاللَّهِ مَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً، وَلَا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ، حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، فَوَطِئَ عَلَى يَدِهَا، فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ، حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَمَا نَزَلُوا مُوغِرِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ فِي شَأْنِي، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولَ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَاشْتَكَيْتُ حِينَ قَدِمْنَا شَهْرًا، وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَوْلِ أَهْلِ الْإِفْكِ، وَلَمْ أَشْعُرْ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي، أَنِّي لَا أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِي، إِنَّمَا يَدْخُلُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُولُ:" كَيْفَ تِيكُمْ؟ فَذَاكَ يَرِيبُنِي، وَلَا أَشْعُرُ بِالشَّرِّ حَتَّى خَرَجْتُ بَعْدَمَا نَقِهْتُ، وَخَرَجَتْ مَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ، وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا، وَلَا نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُتَّخَذَ الْكُنُفُ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الْأُوَلِ فِي التَّنَزُّهِ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا، وَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ وَهِيَ بِنْتُ أَبِي رُهْمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهَا بِنْتُ صَخْرِ بْنِ عَامِرٍ، خَالَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَابْنُهَا مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ وَأَقْبَلْتُ أَنَا وَبِنْتُ أَبِي رُهْمٍ قِبَلَ بَيْتِي حِينَ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ لَهَا: بِئْس مَا قُلْتِ، تَسُبِّينَ رَجُلًا قَدْ شَهِدَ بَدْرًا! قَالَتْ: أَيْ هَنْتَاهُ، أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ؟ قُلْتُ: وَمَاذَا قَالَ؟ فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الْإِفْكِ، فَازْدَدْتُ مَرَضًا إِلَى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ:" كَيْفَ تِيكُمْ؟" قُلْتُ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ؟ قَالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَتَيَقَّنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا، فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجِئْتُ أَبَوَيَّ، فَقُلْتُ لِأُمِّي: يَا أُمَّتَاهْ، مَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟ فَقَالَتْ: أَيْ بُنَيَّةُ، هَوِّنِي عَلَيْكِ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتْ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةً عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا، وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلَّا كَثَّرْنَ عَلَيْهَا، قَالَتْ: قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَوَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا؟! قَالَتْ: فَبَكَيْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، حَتَّى أَصْبَحْتُ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، ثُمَّ أَصْبَحْتُ أَبْكِي. وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ لِيَسْتَشِيرَهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ، قَالَتْ: فَأَمَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِي يَعْلَمُ فِي نَفْسِهِ لَهُمْ مِنَ الْوُدِّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُمْ أَهْلُكَ وَلَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا. وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: لَمْ يُضَيِّقْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَإِنْ تَسْأَلْ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ. قَالَتْ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيرَةَ، قَالَ: أَيْ بَرِيرَةُ،" هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ مِنْ عَائِشَةَ؟" قَالَتْ لَهُ بَرِيرَةُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا قَطُّ أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا، أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا، فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ، فَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ:" يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا، مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي". فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: لَقَدْ أَعْذِرُكَ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كَانَ مِنَ الْأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ، أَمَرْتَنَا، فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ. قَالَتْ: فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا، وَلَكِنْ اجْتَهَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ، فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: لَعَمْرُ اللَّهِ لَا تَقْتُلُهُ، وَلَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ. فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: كَذَبْتَ، لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ. فَثَارَ الْحَيَّانِ: الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ، حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ. قَالَتْ: وَبَكَيْتُ يَوْمِي ذَاكَ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، ثُمَّ بَكَيْتُ لَيْلَتِي الْمُقْبِلَةَ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، وَأَبَوَايَ يَظُنَّانِ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي. قَالَتْ: فَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي، اسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَذِنْتُ لَهَا، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي، فَبَيْنَمَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ، دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمَ، ثُمَّ جَلَسَ، قَالَتْ: وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ لِي مَا قِيلَ، وَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لَا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي شَيْءٌ. قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَلَسَ، ثُمَّ قَالَ:" أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ، ثُمَّ تُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبٍ، ثُمَّ تَابَ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ"، قَالَتْ: فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتَهُ، قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً، فَقُلْتُ لِأَبِي: أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قَالَ. فَقَالَ: مَا أَدْرِي وَاللَّهِ مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقُلْتُ لِأُمِّي: أَجِيبِي عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتْ: فَقُلْتُ، وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لَا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ: إِنِّي وَاللَّهِ قَدْ عَرَفْتُ أَنَّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ بِهَذَا حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ، وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، وَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي بَرِيئَةٌ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ، لَا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ، وَلَئِنْ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ، تُصَدِّقُونِي، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا، إِلَّا كَمَا قَالَ أَبُو يُوسُفَ: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ. قَالَتْ: ثُمَّ تَحَوَّلْتُ فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، قَالَتْ: وَأَنَا وَاللَّهِ حِينَئِذٍ أَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مُبَرِّئِي بِبَرَاءَتِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يَنْزِلَ فِي شَأْنِي وَحْيٌ يُتْلَى، وَلَشَأْنِي كَانَ أَحْقَرَ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى، وَلَكِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا. قَالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَجْلِسِهِ وَلَا خَرَجَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ أَحَدٌ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ وَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ عِنْدَ الْوَحْيِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ مِنَ الْعَرَقِ فِي الْيَوْمِ الشَّاتِي مِنْ ثِقَلِ الْقَوْلِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ. قَالَتْ: فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَكَانَ أَوَّلُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ: " أَبْشِرِي يَا عَائِشَةُ، أَمَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ بَرَّأَكِ"، فَقَالَتْ لِي أُمِّي: قُومِي إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ، وَلَا أَحْمَدُ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ سورة النور آية 11 عَشْرَ آيَاتٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَاتِ بَرَاءَتِي، قَالَتْ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ: وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَيْهِ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ إِلَى قَوْلِهِ أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ سورة النور آية 22، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي. فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: لَا أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَدًا. قَالَتْ عَائِشَةُ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَمْرِي: وَمَا عَلِمْتِ أَوْ مَا رَأَيْتِ أَوْ مَا بَلَغَكِ؟ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي، وَالله مَا عَلِمْتُ إِلَّا خَيْرًا. قَالَتْ عَائِشَةُ: وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَصَمَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْوَرَعِ، وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ تُحَارِبُ لَهَا، فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَهَذَا مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ أَمْرِ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ..
ام المؤمنین حضرت عائشہ رضی اللہ عنہا فرماتی ہیں کہ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم جب سفر پر جانے کا ارادہ کرتے تھے تو بیویوں کے نام قرعہ ڈالتے تھے جس بیوی کا نام نکل آتا اس کو ہمراہ لے جاتے تھے ایک مرتبہ کسی جہاد کے موقع پر جو آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے قرعہ ڈالا تو میرا نکل آیا، میں حضور صلی اللہ علیہ وسلم کے ساتھ چل دی اور چونکہ پردہ کا حکم نازل ہوچکا تھا اس لئے میں ہودج کے اندر سوار تھی ہودج ہی اٹھایا جاتا تھا اور وہی اتارا جاتا تھا۔ (اسی طرح) ہم برابر چلتے رہے جب رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم اس جہاد سے فارغ ہو کر واپس ہوئے اور واپس ہو کر مدینہ منورہ کے قریب آگئے تو ایک شب آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے کوچ کرنے کا اعلان کیا۔ اعلان ہونے کے بعد میں اٹھی اور لشکر سے آگے بڑھ گئی اور رفع ضرورت کے بعد اپنے کجاوہ کے پاس آگئی، یہاں جو سینہ ٹٹول کر دیکھا تو معلوم ہوا کہ موضع ظفار کے پوتھ کا بنا ہوا میرا ہار کہیں ٹوٹ کر گرگیا۔ میں لوٹ کر ہار کی جستجو کرنے لگی اور ہار تلاش کرنے کی وجہ سے (جلد) واپس نہ ہوسکی ادھر جو لوگ مجھے کجاوہ پر سوار کرایا کرتے تھے انہوں نے میرے ہودج کو اٹھا کر اس اونٹ پر رکھ دیا جس پر میں سوار ہوا کرتی تھی اور ان کا خیال یہی ہوا کہ میں ہودج کے اندر موجود ہوں کیونکہ اس زمانہ میں عورتیں ہلکی پھلکی ہوتی تھیں بھاری بھر کم اور فربہ اندام نہ ہوتی تھیں کیونکہ عورتوں کی خوراک کم ہوتی تھی یہی وجہ تھی کہ اٹھاتے وقت لوگوں کو علم نہ ہوسکا اور میں تو ویسے ہی کم عمر لڑکی تھی۔ لوگ اونٹ اٹھا کر چل دئے اور لشکر کے چلے جانے کے بعد مجھے ہار مل گیا۔ پڑاؤ پر لوٹ کر آئی تو وہاں کسی کو نہ پایا۔ مجبوراً میں نے اسی جگہ پر بیٹھے رہنے کا قصد کیا جہاں اتری تھی۔ اور یہ خیال کیا کہ جب میں وہاں نہ ہوں گی تو لوگ میرے پاس لوٹ کر آئیں گے وہاں بیٹھے بیٹھے میں نیند سے مغلوب ہو کر سو گئی۔ حضرت صفوان بن معطل رضی اللہ عنہ سلمی لشکر کے پیچھے رہ گئے تھے۔ صبح کو میری جگہ پر آکر کسی کو سوتے ہوئے انسان کا بدن دیکھ کر انہوں نے مجھے پہچان لیا کیونکہ پردہ کا حکم نازل ہونے سے پہلے مجھے انہوں نے دیکھا ہوا تھا تو انہوں نے مجھے پہچان کر انا للہ وانا الیہ راجعون پڑھا۔ میں ان کی آواز سن کر بیدار ہوگئی اور چادر سے اپنا چہرہ چھپالیا۔ اس کے علاوہ اللہ کی قسم نہ میں نے کچھ کلام کیا نہ انہوں نے مجھ سے کوئی لفظ کہا۔ پھر انہوں نے جھک کر اپنا اونٹ بٹھا دیا اور اونٹ کے اگلے پاؤں پر اپنا پاؤں رکھا (تاکہ اونٹ اٹھ نہ جائے) میں کھڑی ہو کر اونٹ پر سوار ہوگئی وہ مہار پکڑ کر آگے آگے اونٹ لے کر چل دیئے یہاں تک کہ کڑکتی دوپہر ہی میں ہم لشکر میں پہنچ گئے کیونکہ لشکر والے ایک جگہ پڑاؤ پر اتر گئے تھے۔ حضرت عائشہ رضی اللہ عنہا فرماتی ہیں کہ اس کے بعد کچھ لوگ مجھ پر افترا بندی کرکے ہلاک ہوگئے اور اس طوفان کا اصل بانی منافقوں کا سردار عبداللہ بن ابی تھا۔ حضرت عائشہ رضی اللہ عنہا فرماتی ہیں کہ مدینہ منورہ پہنچ کر میں ایک مہینہ کے لئے بیمار ہوگئی اور لوگ طوفان انگیزوں کے قول کا چرچا کرتے تھے اور مجھے اس کا علم نہ تھا ہاں بیماری کی حالت میں مجھے شک ضرور ہوتا تھا کیونکہ جو مہربانیاں گزشتہ بیماریوں کے زمانہ میں رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم سے دیکھتی تھی وہ اس بیماری میں نہیں دیکھتی تھی، صرف آپ صلی اللہ علیہ وسلم تشریف لا کر سلام کرکے اتنا پوچھ لیتے تھے کہ تمہارا کیا حال ہے اور یہ پوچھ کر واپس چلے جاتے تھے اس سے مجھے شک ضرور ہوتا تھا لیکن برائی کی مجھے کچھ اطلاع نہ تھی۔ آخر کار جب مجھے کچھ صحت ہوئی تو میں مسطح کی ماں کے ساتھ رفع ضرورت کے لئے خالی میدان کی طرف گئی کیونکہ میدان ہی رفع ضرورت کا مقام تھا اور صرف رات کے وقت ہی ہم وہاں جاتے تھے اور یہ ذکر اس وقت کا ہے جب کہ مکانوں کے قریب بیت الخلاء نہ ہوتے تھے جاہلیت کا طریقہ ہم کو بیت الخلاء بنانے سے تکلیف ہوتی تھی۔ ام مسطح ابورہم بن عبدالمطلب کی بیٹی تھی اور اثاثہ بن عباد بن مطلب کی بیوی تھی ام مسطح کی ماں صخر بن عامر کی بیٹی تھی اور حضرت ابوبکر رضی اللہ عنہ کی خالہ تھی جب ہم دونوں ضرورت سے فارغ ہو کر اپنے مکان کے قریب آئے تو ام مسطح کا پاؤں چادر میں الجھا اور وہ گرگئی، گرتے ہوئے اس نے کہا مسطح ہلاک ہو، میں نے کہا یہ آپ کیا کہہ رہی ہو، کیا آپ ایک ایسے آدمی کو برا بھلا کہہ رہی ہو جو غزوہ بدر میں شریک تھا، اس نے کہا او بیوقوف لڑکی کیا تو نے مسطح کا قول نہیں سنا؟ میں نے کہا مسطح کا قول کیا ہے؟ توام مسطح نے مجھے افترا بندوں کے قول کی خبر دی۔ حضرت عائشہ رضی اللہ عنہا فرماتی ہیں یہ سن کر میری بیماری میں اور اضافہ ہوگیا، جب میں اپنے گھر آئی اور رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم تشریف لائے اور سلام کہہ کر کے حال دریافت کیا تو میں نے کہا اگر آپ کی اجازت ہو ت

حكم دارالسلام: إسناده صحيح، خ: 4750، م: 2770


http://islamicurdubooks.com/ 2005-2023 islamicurdubooks@gmail.com No Copyright Notice.
Please feel free to download and use them as you would like.
Acknowledgement / a link to www.islamicurdubooks.com will be appreciated.